هذا الاسم لا يعرفه أناس كثيرون وللأسف هى ليست نجمة من نجوم الفن حتى يتردد اسمها وتظهر صورتها على أغلفة الصحف والمجلات وليست وزيرة فى تلك الوزارة التى لا تقدم ولا تؤخر حتى يتكرر اسمها بسبب وبدون.
نوال على صحفية انتُهِك حقها من سلطة باطشة أرادت أن تعيش وحدها تحكم، والأخرون جميعهم عبيد يلبون، يطيعون دون أن يصدروا حتى همهمة تساؤل أو اعتراض.
لم تكن “نوال على” أكثر من سيدة بسيطة، صحفية تؤدى عملها كما ينبغى لكن دون توجه سياسي، لم يشغلها يومًا من مع من ولا من ضد من.
مثلها مثل كثير من المصريين لم يهتموا بالسياسة ودروبها، لم تشغلهم الصراعات السياسة ولا إلى أين يأخذنا أصحاب النفوذ حتى يوم تم تفصيل مادة دستورية من أجل تمرير التوريث فى عام 2005، لم تفكر فى أن تنضم للمعترضين على سلم نقابتها، وكل همها لم يكن أكثر من أن تتمكن من المرور بين المتظاهرين أمام النقابة وتصل إلى حيث دورة اللغة الإنجليزية التى اشتركت فيها.
لكن الظلم لا يختار الرافض له ويترك الصامت عنه بل ينال من الجميع، فالمنتمون للحزب الحاكم حينها لم يتركوها ويتركوا حياتها تستمر بعيدًا عن الصراعات.
لما أقدم البلطجية على فض التظاهرة المزعجة والتى كانت منظمة من حركة كفاية، قام بعضهم بالتعرض لــ”نوال” وسحلها وتمزيق ملابسها الخارجية و الداخلية وتحسس جسدها.
الفضيحة لم تكن لها وإنما لمرتكبي الجرم، فعلى الرغم من انتشار صور “نوال” وهى طريحة الأرض، وملابسها ممزقة لكن العورات التى انكشفت كانت عورات النظام وليست هى.
فقد علم العالم أن من يحكمنا وأوسعنا حديثًا خاصة على لسان السيدة الأولى عن حقوق المرأة، لا يعرف عن تلك الحقوق شيئًا
“نوال علي” كأى باحث عن الحق فى ظل هذا النظام نالها التشويه وتم تضييع حقها وحُفِظَت التحقيقات فى قضيتها.
ولم نسمع عنها بعد عام 2005 سوى مرتين، مرة فى عام 2009 عندما أعلن خبر وفاتها بعد صراع قصير مع مرض السرطان.
وفى عام 2013 حينما تداولت الصحف خبرًا بأن اللجنة الأفريقية حكمت لصالح “نوال علي” وصحفيات أخريات تعرضن للانتهاك يوم الأربعاء الأسود.

رحلت قبل أن تستعيد حقها الذى لم يعد حتى الاَن ويبدو أنه لن يعود وأن قصة الأربعاء الأسود كلها أصبحت فى طى النسيان.