الدخلة البلدى ..التحرش الجنسي .. العنف الأسري .. عقدة الشرف..الثقافة المعادية للنساء..كلها قضايا جسدتها الأفلام الفائزة بالمهرجان
استقبل “المجلس الأعلى للثقافة” بدار الأوبرا المصرية مساء أمس، حفل توزيع جوائز مهرجان سينما الموبايل لمناهضة العنف ضد المرأة، فى دورته الأولى وقد بدأ الحفل فى تمام السابعة مساءً، وسط حضور كثيف من قبل مهتمين بالشأن النسوي، ومثقفين وسينمائيين وصحفيين.
الحفل حظي بتنظيم The insider، الجريدة الطلابية الصادرة عن الأكاديمية البحرية، وتولت إحدى عضوات الجريدة مهمة تقديم فقرات الحفل.
بدأ الحفل بكلمة لرئيس المهرجان المصور السينمائي “كمال عبد العزيز”، وتحدث فى مستهلها عن تاريخ المرأة منذ القدم، مذكرًا بنماذج نسائية مثل حتشبسوت ونفرتيتي، وعن المرأة والسينما تحدث “عبد العزيز”، عن السينمائية “عزيزة أمير”، التى تعد أول مخرجة ومنتجة بالعالم ليس فى مصر فحسب.
فى السياق ذاته، تحدث “عبد العزيز” عن تأثير السينما فى مناهضة العنف ضد النساء، مشيرًا إلى فيلم “أريد حلًا” من بطولة الراحلة “فاتن حمامة”، وتأثيره فى قضية هامة تخص نساء المجتمع.
وعن المهرجان، لفت “كمال عبد العزيز”، إلى مشاركة الشباب المتحمسة، مشيدًا بمستوى جميع الأفلام التى تقدمت للمسابقة، وأبدى سعادته وتفاؤله بمشاركة شباب من مختلف المحافظات، أعمارهم تتراوح بين 15-17 عامًا.
أعقب كلمة رئيس المهرجان، كلمة للدكتورة “عزة كامل” مدير مركز مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية (ACT)، الجهة المنظمة للمهرجان.
وقالت “كامل” في كلمتها، أن العنف ضد النساء جريمة ضد الإنسانية، مؤكدة أن المواجهة ستكون بالفن، وتقدمت بالشكر لجميع الشباب الذين شاركوا فى المهرجان.
يذكر أن إدارة المهرجان قررت استمرار المهرجان فى دورات مقبلة، على أن تكون الدورة المقبلة خارج القاهرة بحسب ما أعلن رئيس المهرجان “كمال عبد العزيز”.
“أطالب وزير الثقافة بعرض الأفلام الفائزة فى مسابقة مهرجان سينما الموبايل لمناهضة العنف ضد المرأة، فى قصور الثقافة بالمحافظات المختلفة” قالها “محمد الروبي” الناقد الفنى ورئيس لجنة التحكيم فى كلمته خلال الحفل.
وتابع مؤكدًا أنه تشرف بالمشاركة فى تحكيم المسابقة، مشيدًا بالمهرجان وفكرته معتبرًا إياها حدثًا يحتاجه الواقع الاجتماعى والسينمائي.
وقد نوه “الروبي”، إلى أن الأفلام المشاركة بالمهرجان تميزت بالجرأة، مشيرًا إلى أن مشاركة المبدعات المخرجات، كانت لافتة، وهو الأمر الذي يدعو الجميع إلى حث المبدعات للخروج إلى الشارع بأجهزتهن المحمولة، لتوثيق وتسجيل ما يتعرضن له فى الشارع عبر أفلام تعبر تعبيرًا صادقًا عما يعانينه.
يذكر أن لجنة تحكيم المسابقة ضمت إلى جانب “الروبي”، السيناريست “مريم ناعوم”، والكاتبة “منال بركات”، والكاتبة الصحفية “سهير فهمى”، والمخرج “روماني أسعد”.

275687119923532فيما أبدى وزير الثقافة، الكاتب الصحفي “حلمى النمنم”، فى كلمته، إعجابه بفكرة المهرجان، إذ أنه يختص بظاهرة العنف ضد المرأة.
وأشار “النمنم” إلى دور المرأة العظيم فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو، مشددًا على أن كل ثورات مصر كانت المرأة عمادها، وأن أول مظاهرة احتجاجية ضد نابليون بونابرت بعد دخوله مصر كانت نسائية، فيما أعرب عن تفاؤله بالمهرجان، لكون كل من شاركوا بالمسابقة شباب.

عقب ذلك، تم عرض 7 أفلام هى الفائزة بالمسابقة من بين 22 فيلمًا، وهم:

السائق الغاضب، و”حائرات”، و”63 ثانية”، و “مش عادي”، و”حُكم”، و”نقطة دم”، و “نور”.

وفاز بالجائزة الذهبية، فيلم “السائق الغاضب”، الذى يعرض من خلال يوميات سائق تاكسي، نظرة المجتمع السلبية للمرأة، وانتهاك حقوقها على ألسنة زبائنه.
فيما حصد الجائزة الفضية فيلم “63 ثانية”، والذى يقدم فى ثوان معدودة قصة فتاة تعرضت لواقعة تحرش عنيفة، انتهت بها إلى قرار إجراء عملية تحول جنسي لتصبح “اَدم”، حتى تشعر باحترام الناس لها، واتسم هذا الفيلم بجرأة خاصة فى فكرته ولقطاته المصاحبة للسرد.
وذهبت الجائزة البرونزية لفيلم “نقطة دم”، الذى يُظهِر من خلال حوار بين فتاتين، أزمة المجتمع الذى يقيد أحلام الفتاة وطموحاتها، بنقطتين دم، يتم اختزال شرف الأنثى فيهما.
تظهر شخصية واحدة من الاثنين أمام الكاميرا وحدها، وفى خلفيتها شاشة حاسب اَلى تعرض مشاهد لاعتداءات متواصلة على فتاة، وينتهى الحوار بين الاثنين برفض الفتاة الجالسة أمامنا المساومة على أحلامها، وتتنازل عن نقطتين الدم فى صالح تحقيق طموحاتها.

314819459803402

إلى جانب هذه الجوائز، منحت لجنة التحكيم جوائز تتعلق بالتقنيات السينمائية، للأربعة أفلام الأخرى، وأولهم فيلم “الحُكم” الذى يتعرض لمشكلة “الدخلة البلدى” والتى مازالت موجودة ببعض القرى المصرية، نرى من خلال مشهدين فقط، تمرد عروس فى ليلة زفافها على هذه العادة، لتضع ذويها أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن ينصرفوا عنها أو تقتل نفسها بسكين ليُختتم الفيلم بجملتها الأخيرة “فضيحة بفضيحة”،ونال مخرج الفيلم “مروان حافظ”، جهاز تسجيل الصوت الخارجى.
أما فيلم “مش عادي”، الذى تناول مسألة العنف الذى تتعرض له الأنثى فى طفولتها ويترك أثرًا كبيرًا داخلها، فقد فاز مخرجه بشنطة إضاءة سينمائية.
فيلم “حائرات” الذى قدم من خلال فتاة، صورًا مختلفة من العنف اللفظي الذى تتعرض له البنات من قبل الأسرة والجيران، والمجتمع ككل، فاز مخرجه بجهاز لاب توب يدعم تقنية المونتاج بــFinal Cut .
أخيرًا حصد مخرج فيلم “نور”، كاميرا High definition ، وهو فيلم يعرض نموذجًا لفتاة اختارت أن تتشبه بالصبية، فى ملابسها وقصة شعرها، حتى تتجنب التحرش والملاحقات اللفظية، إلا أنها فى تقرر فى النهاية أن لا تختار الحل الأسهل، وتعود لانوثتها وترتدى فستانًا وتخرج به للشارع مستعيدةً الثقة بنفسها.

هذا إلى جانب، توزيع شهادات تقدير للأفلام التى شاركت بالمسابقة ولم يحالفها الحظ.

152092888485640يذكر أن رئيس المهرجان فتح مجالًا للنقاش خلال الحفل مع الحاضرين، وطرح سؤالًا عما إذا كانت الأفلام التى تم عرضها عليهم، يمكن أن تحدث تغييرًا فى مجتمعنا؟
وشارك الجمهور بالتفاعل، وتطرق النقاش إلى صورة بوستر المهرجان، التى صورها “كمال عبد العزيز” نفسه، وعن تحليلها، وأيضًا تناول الحديث المتبادل مسألة طغيان الأفلام الروائية على الأفلام التسجيلية المقدمة من قبل الشباب، وفى هذا السياق أكد “كمال عبد العزيز”، أنه لا يمكن تقييم شباب يقدمون تجاربهم الأولى بنفس معايير تقييم المحترفين قائلًا “لا يمكن أن نحاسب الشباب بميزان يوسف شاهين”.