قصص ألف ليلة و ليلة تحوي ملايين الحكايات والكثير من الروايات ولكن الاختلاف هذه المرة أن هذه الحكايات ليست أساطيرًا بلقصصًا حقيقية واقعية ترصد معاناة حواء علي أرض الواقع و البطلة هي المرأة المصرية التي ستسرد وقائع معاناتها في مجلدات الزمن لتري الأجيال القادمة كيف كان حال المرأة  فى 2013.
بطلة القصة، سيدة في العقد الرابع من العمر، لديها أربعة أبناء، أم مطلقة، معيلة و عاملة، هذه المرأة تحملت الكثير من مشاق الحياة وصعابها، لكنها غير ساخطة تعيش اليوم مثلما تجده، تتلون وتتشكل مع ظروف الحياة لكي تجد قوت يومها، لا تتذمر أو تعترض علي ما يقره لها القدر ، تزوجت في العشرون ، بعد أن أخذت قسطًا ضئيلًا من التعليم وأهملته لظروف زواجها ولا تتذكر مما تعلمته شيئًا فهي شبه أمية، كانت تعيش حياة شبه بدائية و لكن عجلة الحياة كانت تسير و هي كانت تتصدي لتعسراتها بكل تحدي رزقت بطفل ثم طفلة و تضافرت عليها الظروف و أصبحت الحياة جحيمًا مشتعل بنار الفقر فألقت هذه النار بشعلة جاءتها بفكرة العمل في التجارة فكانت تشتري قطع قماش وزبدة بالجملة و تقوم ببيعهم والفرق الضئيل الذي تحصل عليه مقابل بيع هذه الاشياء أعطي دفعة إلى حد ما لكي تستمر الحياة، ورزقت بطفلة ثالثة فعادت نيران الفقر مرة أخري تمحو أى طعم للحياة فيه الرمق، فأخذت تبحث عن عمل إلي أن وجدت فرصة عمل في مستشفي كانت تعمل في وظيفتين داخل المكان في النظافة والأخري في الطهي وكانت تترك أولادها مع إحدي الجيران واستمرت هذه الحال لمدة عشر سنوات وكبرت إحدي بناتها، وحان الوقت لكي تطبق سنة الحياة شروطها علي هذه الأم ولن يكفي الدخل لتغطية كل هذه المصروفات فتعلمت التطريز وكانت تشتري قطع ثياب و تقوم بتطريزها و بيعها و هكذا إلي أن إكتملت فرحة هذه الأم و سعادتها بإتمام رسالتها مع إبنتها الكبري علي أكمل وجه .
ويبدأ الفصل الثاني من معاناتها عندما قامت المستشفي بتصفية العاملين بها وهي كانت من ضمن هؤلاء فرجعت مرة أخرى إلى سابق عهدها للعمل في التجارة و التطريز، وقرر ابنها الأكبر أن يبحث عن وظيفة لكي يساعد أمه فلم يسعفه الحظ فقرر أن يقوم بشراء سيارة نصف نقل لينقل عليها أنابيب و هذا طبعًا بمسعادة الأم لأنه لا يمتلك مال، فقامت بعمل جمعيات واقترضت أموال من بعض الجيران وفعلًا اشترت السيارة له وكان هو من يساعدها في جلب الأموال بجانب ما كانت تقوم هي به، رزقت بطفل رابع ولكن كان الحال ميسورًا الي حدٍ ما، لأنها كانت تعيل اثنين فقط من الأبناء لأن الابن الأكبر أصبح يعتمد على نفسه ويساعدها و إبنتها تزوجت و أصبحت مسئولة من شخص أخر, تعثر عمل إبنها تعثر شديد و أصبح تقريباً عاطل تماماً فبدأ يضيق الخناق عليهامن الغلاء وكثرة متطلبات الحياة، فلجأت للعمل في البيوت، وتحسن الوضع، لكن دوام الحال من المحال أراد الله أن تصاب بمرض الروماتويد في أيديها مما أنهكها، وأضحت تعمل أوقاتًا  ضئيلة جدًا نظرًا لشدة الاَلام التي ألمت بها نتيجة هذا المرض، و عاد الحظ للابن الأكبر وتيسرت أموره في العمل، و مع مرور الأيام كان يجب أن تنفذ سنة الحياة مرة أخرى، تزوج ابنها الأكبر وترك المنزل ولكن كان يعيل أمه و أخواته، كانت في بعض الأحيان ترغم نفسها على العمل رغم الألام التي كانت تشعر بها لأن العلاج لهذا المرض مكلف جدًا، بجانب جلسات العلاج الطبيعي بالإضافة إلى الحقنة وهي الجزء الرئيسي في العلاج تتكلف حوالي ألف جنيهًا ولا توفر الدولة علاجًا مجانيًا أوسعرًا استرشاديًا.
توفيت زوجة أخيها لأنها كانت مريضة وأوصتها أن تقوم برعاية أبنائها لأنها لا تأمن هذا الأب الأهوج علي تربيتهم فبذلك أصبح لديها خمسة أبناء تعولهم و تكفلت بهم في كل شيء كأن ثلاثتهم بقية أبنائها, و تكافح و تعمل مع مساعدة ابنها لكي تربي هؤلاء الأطفال و تعاملهم جميعًا سواء، رغم أن هذه المرأة أمية و لكنها إهتمت بتعليم أبنائها حتي أتًموا جميع مراحل التعليم و مازالت تستكمل المشوار لإنها لا تريدهم أن يعانوا مثلما عانت هي وتريدهم أشخاصاً ذوى كيان في المجتمع.
رغم قسوة القدر، و البشر، و الظروف و الحياة ككل علي هذه المرأة، لم تعترض البتة ولكن ظلت تكافح لكي تعيش وتربي أبنائها في وسط هذه الظروف المميتة.

للعلم هذه المرأة تعيش في دار الاَخرة ولكنها علي قيد الحياة، تنام بجانب الموتي ولكنها حية، ترى أجسادًا جفت فيها كل مظاهر الحياة ولكن مازال الدم يجري في عروقها ببساطة تعيش هذه المرأة في المقابر التي تكمن أمام بوابة الفتوح في حي الجمالية، ليس لديها أية مرافق أو خدمات ترمز الي وجود الحياة بجانب عدم الأمان الذي تشعر به بسبب كثرة حوادث الاغتصاب و السرقة وانتشار تجار المخدرات لأن المكان الذي تعيش فيه مهجور مما جعله وكرًا لكل أشكال الانتهاك والترويع.