“نجوى” طالبة بكلية الاَداب بجامعة القاهرة، سمعت عن حفل سيقام لنجمها المفضل “محمد منير” على مسرح الجامعة، وكانت تلك فرصة لابد ألا تفوت، فهي من محبي “منير”، تعشق أغنياته، تحفظ كلماتها عن ظهر قلب، وتحرص من صغرها على حضور حفلاته كلما تسنى لها ذلك، وهذه المرة بالجامعة ..غالبًا ستكون الحفلة أكثر اَمنًا.

حجزت “نجوى” تذاكر حضور الحفل، واستعدت لليوم المنتظر، وهي ترى الجامعة يومها ليست كأي يوم، كان موعد بدء الحفل في تمام السادسة مساءً بمسرح القبة، لكنها استبقت الميعاد بثلاث ساعات، ووقفت مبكرًا في طابور الحضور الطويل، لكن سوء التنظيم الذي بات سمة أغلب الحفلات مؤخرًا، لم يختف داخل أسوار الجامعة، وبعد إغلاق أبواب الجامعة قبل ساعة من الحفل، عاد أفراد التأمين وفتحوها أمام أعداد كبيرة من الطلاب تجمهرت أمامها من الخارج، لتفاجأ “نجوى” وصديقاتها بعدد من الذكور صغير السن، هيئته تقول أنه لم يأت إلى حفل وإنما لأشياء أخرى، إذ يجد كثير من المتحرشين زحام الحفلات فرصة لممارسة جرمهم.

حاولت “نجوى” إثناء صديقاتها عن حضور الحفل، بعدما زادت الأمور سوءًا، لكن إحدى صديقاتها قالت “نمشي ليه أكيد الجامعة مأمنة كويس.”

حضرت الفتيات جانبًا من الحفل، ثم قررن الرحيل، وبمجرد الخروج من القاعة، فوجئوا بملاحقة شابين من هؤلاء الذين تزاحموا حول الأسوار واقتحموا الجامعة لحضور الحفل عنوةً.

بدأ الاحتكاك بالفتيات، فتلملكهن الخوف، سارعن، يهرولن، للوصول إلى باب الخروج والخلاص منهما، بينما هما مستمرين في تتبعهما بالتحرش لفظيًا.

عندما وصلت الفتيات إلى البوابة، لجأن إلى رجل الأمن المنوط به “حفظ الأمن”، لكنه قال لهن “ماتخفوش مش هيعملوا ليكوا حاجة دا أنتوا تاكلوهم.”

بعد هذه المبالاة، أدركت الفتيات أنه لا منجد لهن، فأكملن الطريق على نفس الحال، والظن أنه بمجرد استقلال أي مواصلة سيختفي هؤلاء، إلا أنهن فوجئن بتتبع المتحرشين لهما داخل الأتوبيس، لم يفكرن وقتذاك في فضحهما، أو في الاستنجاد بأحد ربما لأنه في الغالب لن يلام سواهن.

اخترقن الزحام، وذبن فيه، حتى نزلن من الأتوبيس وهذا كان المفر من المتحرشين الذين لم يستطعا اللحاق بهن وسط زحام الأتوبيس وتكدسه.

حضرن حفلًا داخل الجامعة، ومع ذلك سوء التنظيم سمح لهؤلاء بالتواجد دون رادع، ولامبالاة رجل الأمن أمنت أفعال المتحرشين، وثقافة المجتمع اللوامة للبنت جعلت السكوت يسود والخوف يغيم على النفوس.