في بداية الشهر الجاري، أصدرت مكتب يونسيف في مصر (الأمم المتحدة للطفولة)، إصدارًا باسم “السلام والمحبة والتسامح” بالإشتراك مع كل من الأزهر الشريف والكنيسة الأرثوذكسية،.

ويضم الكتيب رسائل أساسية من الإسلام والمسيحية لحماية الأطفال من العنف والممارسات الضارة وعددها  11 نوع من العنف ضد الأطفال، وهي؛ ختان الإناث والزواج المبكر وعمالة الأطفال والتمييز بينهم، والعنف الأسري ضدهم، والإتجار بهم، والعنف بالمدارس، والإساءة الجنسية، والأطفال في النزاعات المسلحة، العنف من خلال التلفزيون والإنترنت، غياب الرعاية الأسرية والأطفال في ظروف الشارع.

الإصدار مقسم إلى 12 قسمًا، جاء في مقدمته تأكيد على أن الوفاء بحقوق الطفل واحد من أهم الأهداف الأساسية للشريعة الإسلامية بحكم القراَن والسنة النبوية، فيما تمثل حماية هذه الحقوق ركيزة أساسية لدور الكنيسة.

الفصل الأول المعنون بــ “المنظر الإسلامي والمسيحي بشأن العنف ضد الأطفال”، يوضح ما حدده الإسلام من أمور أوجب الالتزام بها في تأديب الأطفال، وتجنب معاملتهم بأي شكل من أشكال العنف.

بالإضافة إلى الحديث عن الحقوق الجسدية للطفل بدءًا من الرضاعة الطبيعية وحتى سلامة الجسد، وأيضًا الحديث عن الحقوق النفسية، مثل الرعاية والدعم النفسي من خلال وسائل عدة ومنها؛ تقبيلهم استنادًا للسيرة النبوية.

أيضًا في الدين المسيحي، عمد الكتيب إلى الاستشهاد بعدد من اَيات الكتاب المقدس للتأكيد على رفض المعاملة السيئة للأطفال، ومنها ما جاء بالإنجيل المقدس متـى البشـير يقـول: ﴿حينئـذ قـدم إليـه أولاد لكـي يضـع يديـه عليهـم ويصلي، فانتهرهم التلاميذ، أما يسوع فقال: دعوا الأولاد يأتون إلي ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات)

في القسم الثاني المتعلق بزواج الأطفال والزواج القسري، يوضح الكتيب، أنه على الصعيد الإسلامي، فالتبكير بالزواج عُرف وعادة وليس شريعة وعبادة، مع التشديد على أن الزواج الذي لا يقع برضا الزوجة واقتناعها وهو الواقع مع الصغيرات هو باطل.

أما فيما يخص الدين المسيحي، فالزواج سر مقدس له عمقه الروحي، وهي علاقة تحتاج إلى شخصين ناضجين لاستيعاب عمقها.

ويؤكد الجانبان أن الزواج بين من هم دون الـ18،  لا يتمتعون بالنضج العاطفي أو النفسي أو الروحي الذي يؤهلهم لقبول وفهم مسؤوليات الزواج، وتحديدًا الفتيات الصغيرات يكن على غير استعداد سواء للجواني العاطفية أو الجسدية وغالبًا ما تواجههن تعقديات بدنية.

القسم الثالث عن تشويه الأعضاء التناسلية للإناث والمعروف باسم “الختان”، يؤكد بوضوح أن الأحاديث المنسوبة للنبي الكريم، التي تدعي دعمه لختان الإنسان ليس فيها دليل واحد.

ويؤكد هذا القسم على وجود إجماع ديني على أن الختان ممارسة اجتماعية وثقافية ضارة وليس لها علاقة أو مبرر في الدينين وبالتالي فإن التخلي عن هذه الممارسة واجب ديني.

عن التمييز بين الأطفال، يأتي الفصل الرابع، للتأكيد على أن الله خلق الذكور والإناث متساويين، وكلا الديانتين ترفضان التمييز على أساس الجنس.

ومن الإنجيل تأتي الاَية تقول “لأنكم جميعًا أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع، لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح.ليس يهودي ولا يوناني، ليس عبد ولا حر، ليس ذكر وأنثى، لأنكم جميعًا واحد في المسيح يسوع.”

أما في الإسلام، الاَية القراَنية “فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض” والحديث الشريف “واعدلوا بين أولادكم”.

القسم الخامس يتعرض لعمل الأطفال موضحًا أن الإسلام يحرم عمل الأطفال، وفي معرض الحديث يلفت إلى قول الإمام عثمان بن عفان رضي الله عنه “لا تكلفوا الصغير الكسب، فإذا لم يجد سرق، وعفوا إذا أعفكم الله، وعليكم من المطاعم بما أطاب منها.”

أما الدين المسيحي فيقر بعمل الأطفال فيما يفيد ويتناسب مع أعمارهم، دون ضغط أو قسر وبما لا يؤثر على نموهم، بالإشارة إلى النبي صاموئيل الذي كان يخدم في الهيكل وهو طفل صغير.

تعرفوا على المزيد مما يحمله  إصدار “السلام والمحبة والتسامح” من هنا