نظم معهد جوتة بمقره في حي الدقي، يوم الثلاثاء الماضي حفل إطلاق المنصة المعرفية التشاركية “ويكي الجندر”، التي تأتي ضمن مشروعات المساواة الجندرية وتمكين المرأة التي يتبناها المعهد.

تضمن الحفل عرضًا مستفيضًا ونقاشًا مع جمهور الحاضرين بشأن ماهية “ويكي الجندر”، فكرته ومراحل تطوره، ومحتواه، من خلال عدد من مؤسسي المشروع؛ وهم: حبيبة محمد، وفرح برقاوي، وأحمد غربية، وسالي الحق.

حبيبة محمد – إحدى المشاركات في تأسيس “ويكي الجندر”

وفي تصريحات لــ”ولها وجوه أخرى” تكشف “حبيبة محمد” إحدى المشاركات في تأسيس المنصة ومسؤولة مشروع المدارس الاَمنة بمؤسسة “خريطة التحرش الجنسي”، أن فكرة “ويكي جندر” بدأت في نهاية عام 2014، من أحد المهتمين بقضايا النوع الاجتماعي، وهو من طرحها على معهد جوتة، وارتكز في طرحه على عدم وجود دليل يضم جميع المؤسسات والمبادرات والمجموعات التي تعمل على معالجة قضايا النساء، ثم تداول الفكرة 6 منظمات تعمل على قضايا النوع الاجتماعي، وبدأت من هنا دراسة تطوير وتنفيذ المشروع.

وتشير “محمد” إلى أن المشروع تعرض للتوقف عدة مرات، ومر بجلسات عصف ذهني عديدة، حتى انتهى الأمر إلى تحويل الفكرة من مجرد دليل يجمع معلومات عن المؤسسات والمجموعات، إلى قاعدة معرفية متكاملة.

وتقول” في نهاية عام 2015، تواصلنا مع مؤسسة “أضف” للتعبير الرقمي، التي عرفتنا أكثر على اَلية تنفيذ المشروع المقترح، واشتركت معنا في تأسيس “ويكي” متخصص في قضايا النوع الاجتماعي، يشمل توثيق كل ما يتعلق بذلك، سواء أبحاث أو دراسات، أو أفلام، أو صور، وحتى الجهات العاملة في هذا الشأن، بالإضافة إلى التعريفات والمصطلحات المتخصصة”

من يتصفح “ويكي الجندر”، سيجد أن الصفحة المخصصة لـلمنظمات العاملة في مجال دراسات النوع الاجتماعي، تضم عددًا قليلًا، وكثير من المنظمات النسوية ليست مشمولة، ومبادرات مذكورة رغم أنها لم تعد موجودة في لا في الفضاء الاجتماعي أو الإلكتروني واختفت تمامًا عن الساحة.

لكن ذلك ليس عمدًا بحسب “حبيبة محمد”، وتقول “الجهات المذكورة حتى الاَن لا تعدو كونها نواة لقائمة طويلة نتطلع إلى أن يوثقها “ويكي الجندر”، ونحن نشجع جميع العاملين في مجال النوع الاجتماعي، أن يسجلوا على المنصة، ويضيفوا بيانات مجموعاتهم أو مؤسساتهم، أما عن المجموعات التي اختفت، نحن أردنا أن نسجل نشاطها، ونوثقه لأنه جزء من حراك الحركة النسوية.”

تستطرد “محمد” قائلة ” نحن نتطلع إلى أن يتسع ويكي الجندر ويضم كل الجهات العاملة في مجال قضايا النوع الاجتماعي داخل مصر، وأكبر كم من الأبحاث والمواد الوثائقية في هذا الصدد، بالإضافة إلى مزيد من التشبيك بين المهتمين بقضايا المرأة.”

يواجه مشروع “ويكي الجندر” عددًا من التحديات، على رأسها التمويل المالي، لكن “حبيبة” تؤكد أن هناك ثمة بدائل لتلافي هذه المشكلة، من أهمها أن المنصة ستتيح التواصل والتشارك ودعم المحتوى إلكترونيًا، دون مجهود أو انتقال أو اجتماع.

مسألة الحقوق الأدبية، أثارتها “فرح برقاوي” خلال كلمتها أمام الحاضرين، مؤكدة أن أي قطعة سواء كانت مقالًا، أو بحثًا، أو دراسةً، أو الكتب والمؤلفات بمختلف أشكالها، ستكون متاحة لكل زوار “ويكي الجندر”، مع حفظ الحقوق الأدبية لأصحابها وعدم المساس بها.

وأكدت “برقاوي”أن الإضافة لمحتوى “ويكي الجندر” لن تكون قاصرةً على المنظمات أو الحقوقين أو المتخصصين في قضايا المرأة فحسب، بل متاحة أمام الفنانين والباحثين المهتمين بهذا الشأن.

فيما كشف “أحمد غربية” أن أحد أهم دوافع إطلاق المنصة، هي ندرة المواد المتعلقة بقضايا النوع الاجتماعي، بالإضافة إلى اختفاء المواد التي تُنشر عبر المواقع الإلكترونية دون توثيق لها، وأضح “غربية” أن الإنترنت تملؤه الكثير من “ويكي” – Wiki، وليس فقط ويكيبيديا Wikipedia  كما يظن البعض.

يمكنكم الإطلاع على ويكي الجندر منهنا