محمد أبو الشباب

 

ناشط في مجال الدفاع عن حقوق النساء

وعضو لجنة خبراء بمؤسسة خريطة التحرش الجنسي

 

«الاستلاب الاقتصادي هو اللي بتتعرض المرأة فيه لعملية تبخيس دائم لجهدها والتقليل من أهميته»

يعنى ايه الكلام المكلكع ده؟

يعنى مهما تعمل دا عادي بالنسبة للرجل، وبيبقى شايف أنها أصلًا المفروض تعمل كدا، أصل مقدمهاش اختيارات، ودا بيسمح للراجل باستغلال الجهد دا بدون مقابل أحيانًا، وبمقابل هزيل أحيانًا أخرى، لأنه بيقنعها أنها معملتش التايهة يعني واللي بتعمله أي حد يقدر يعمله، وكمان بتتعرض لتبخيس إمكانيتها، وبالتالي دايمًا تلاقيهم بيحطوا النساء في مواقع إنتاجية ثانوية بعيدة عن الإبداع، وفي نفس الوقت بتتعرض لطمس الإمكانيات والطاقات اللي عندها عن طريق حرمانها من فرص التدريب الملائمة وبشكل متوازن مع الرجل، يعني لو في إمكانية لحضور تدريب لتأهيل موظفين مثلًا والتدريب دا لفرد واحد وفي امرأة ورجل هيتم ترشيح الرجل، بالإضافة لدا بتتعرض لغرس عدم الثقة بنفسها وإمكانيتها، ودا بيخليها تكتفي بمكانة مهنية هامشية، يعني من الاَخر طموحها بيبقى على قده، بس دا لما بيحصل الاستلاب الاقتصادي بمراحله كاملة غير كدا بيبقى الوضع عادي.

وفي السياق دا وفي بيئة العمل دي وبنفس التسلسل دا، هيبقى من المنطقي تقسيم العمل والتكليف النساء بالمهام بناءً على اعتقاد ضمني «بالدونية المهنية للمرأة»

الاستلاب الاقتصادي للمرأة بيكون دايمًا التوأم اللصيق بتاعه النظرة الدونية لها، القناعة بدونية المرأة المهنية مش جاية من فراغ خالص، دي متأصلة في عقل بعض البني اَدمين، ودا بيكون مبني على نمط طبقي أساسًا بيتم غرسه من وهما صغيرين على عدة نماذج زي السيادة والتبعية، والتفوق والدونية، والقناعة دي طالما تأصلت في عقل المرأة من وهيا صغيرة بتؤدي بدورها لفقدانها الثقة في نفسها مهنيًا.

الموضوع مبيخلصش على كدا، دا أول ما بيبقى عندها قناعة بالدونية المهنية بيلزق في الموضوع دا على طول «عقدة انعدام الكفاءة الاجتماعية» الموضوع دا كله مش بيستند لأي أساس بيولوجي أو ذهني، على العكس تمامًا، الموضوع وما فيه أن دا كله بيبقى نتيجة عملية تشريط اجتماعية، وتحديد مهام الرجال والنساء ومين يعمل إيه وامتى وإزاي وفين، وبتخضع ليه المرأة منذ نعومة أظفارها، وفق أدوار معينة (كنس، مسح، غسل…)، وفي نفس الوقت برضه في المجتمع العربي الرجل بيبقى مظلوم علشان بيبقى مفروض عليه مهام زيه زي الست ممكن يكون هو مش راضي برضه بالمهام دي، بس على الأغلب بيحتفظ الرجل بالأعمال ذات القيمة بحجة أنه كاسب القوت وأن ليه حق الخدمة على زوجته مثلًا، وعلى فكرة الأوضاع دي بيتم فرضها على الرجال والنساء بدون أي خيار أو بديل «هو أنت هتعمل كدا يعني هتعمل كدا» وأنت هتمشي بالنظام دا يعني هتمشي بالنظام دا وإن كان عاجبكم، وبيتقالهم ما الناس كلها عملت كدا وعايشين زي الفل اشمعنا انتوا اللي هتتكلموا.

إحنا بنتكلم على تقسيمة النوع الاجتماعي والأدوار المفروضة على الرجال والنساء فى الوطن العربى، الوضع أفضل إلى حد ما برا حدود الوطن العربي، بس برضه عندهم شوية كلاكيع، مش زي ما ناس كتير فاكرة أن المساواة مقطعة بعضها.

خلاصة الاستلاب الاقتصادى 7 مراحل، الرجال بيقوموا بــ 3 مراحل والنساء بتقوم بــ 4 مراحل، وهي كالتالي؛ تبخيس الجهد المهني “من الرجل”، ثم استغلال هذا الجهد” من الرجل ” ثم طمس أي امكانيات ابداعية “من الرجل “، ثم قبول المرأة واكتفائها بالمكانة المهنية الهامشة، ثم الاعتقاد بدونيتها مهنيًا، ثم فقدها الثقة المهنية، ثم انعدام الكفاءة الاجتماعية، وعلى فكرة فيه نساء بيوفروا على الرجال القيام بالمراحل الثلاث الأولى، ودا بسبب النشأة الاجتماعية والبيئة المحيطة بهن، تلاقي الموضوع بدأ مع المرأة من النقطة رقم 4.

لما نحط المعطيات دي كلها جنب بعض هتأدي لنتيجة شبه منطقية وهي أن النساء مقهورات في المجال العام وتقع محاولة ترهيبهن وإرغامهن بكل الممارسات للعودة إلى المجال الخاص وبيئة المنزل، تتنوع الأدوار ما بين انجابي وإنتاجي واجتماعي، إحنا هنا نتحدث في إطار ” الدور الانتاجي ” وهو العمل الذي يحقق فائض قيمة أو العمل الخاص بإنتاج السلع والخدمات القابلة للاستهلاك والتجارة، وعلى الرغم من أن النساء تقوم بهذا الدور بنفس كفاءة الرجل إلا أن المجتمع ينظر اليه باعتباره دورًا اجتماعيًا خاصًا بالذكور لأنه دور مدفوع الأجر ويحقق دخلًا ماديًا، ولذلك تقع محاولات السيطرة بكل الطرق على هذا الدور من قبل الرجال وممارسة الاستلاب الاقتصادي لإبعاد المرأة عن تحقيق ذاتها أولًا والحصول على الموارد ثانيًا، «فعلى هذه الأرض من يملك يحكم ومن لا يملك لا يحكم»

وفق إحصائيات الأمم المتحدة يتم السماح للنساء بالعمل في 67% من الأعمال والوظائف في العالم، ومع ذلك دخل النساء وثرواتهن من العمل تمثل فقط 10% من ثروات العالم، لذلك يتم ممارسة كل أشكال وحيل السلطة الأبوية مثل الاستلاب الاقتصادي للنساء، فالمال سلطة وهذه السلطة يرفضون اقتسامها معهن.

من أجل العدل يجب المساواة في إتاحه الفرص والمساواة في نفس الأجر لنفس العمل.. يجعلوهن شركاء في النجاح، لكن لا يسمحون لهن بالمشاركة في الثروة

ارفعوا التميز عن النساء في العمل .. قللوا الفجوة في الأجور بين الجنسين لينعم العالم بالعدل والمساواة والإنصاف.