طالعتنا اليوم منظمة العفو الدولية بنبأ عن احتجاز الناشطة الحقوقية السعودية “لجين الهذلول” في مطار الملك فهد الدولي في الدمام، شرق المملكة، وأعلنت المنظمة الدولية  في بيان لها أن “الهذلول” أوقفت  مساء الأحد، وهي المرة الثانية التي توقفها السلطات، بعد أن سبق وأوقفتها في عام 2014، عندما حاولت دخول الأراضي السعودية، وهي تقود سيارتها عبر الحدود مع دولة الإمارات، وجرى احتجازها وقتذاك لأكثر من 70 يومًا.

وجاء في بيان العفو الدولية “يبدو أن السلطات تستهدفها مجددًا بسبب نشاطها السلمي كمدافعة عن حقوق الإنسان وخصوصًا حقوق المرأة.”

“الهذلول” من أكثر الناشطات السعوديات المدافعات عن حق المرأة في قيادة السيارة، وهو الأمر المحظور في المملكة العربية السعودية، ولها عدة مواقف أقرب للمعارك مع السلطات السعودية من أجل انتزاع هذا الحق الذي تتمتع به النساء في بقية دول العالم دون تقييد.

بحسب منظمة العفو الدولية، “الهذلول” كانت بصدد السفر من الدمام إلى الرياض لمواجهة استجواب من جانب هيئة التحقيق والإدعاء العام، إلا أن السلطات في المطار احتجزتها ولم تُمكنها من الاتصال بمحام، ولم تسمح لها بالاتصال بأسرتها. ولم يُعلن حتى الاَن السبب وراء القبض عليها.

ثالث أقوى امرأة في العالم العربي

في محاولة لكسر الطوق المفروض على النساء السعوديات، تحت مسميات عديدة أبرزها القواعد الدينية والفروض المجتمعية، قادت “الهذلول” في 29 نوفمبر من العام 2014، سيارتها قادمة من الإمارات قاصدة دخول بلدها متحديةً الحظر ، وعلى الرغم من امتلاكها رخصة قيادة إماراتية تمكنها من القيادة في دول مجلس التعاون الخليجي جميعها، إلا أن الجهات المعنية بمنفذ البطحاء الحدودي (المنفذ الحدودي البري للسعودية مع الإمارات) منعوها من عبور الحدود، وألقي القبض عليها، ثم أحيلت إلى المحكمة الخاصة بقضايا الإرهاب في العاصمة السعودية الرياض، وجرى اعتقالها لـ73 يومًا.

حتى بعد الاعتقال، لم تتوان “الهذلول” في دعم حملة “قيادة المرأة للسيارة” التي أطلقها عدد من الناشطات النسويات في السعودية، بغية إعادة إحياء الحراك الذي بدأ في التسعينيات على عاتق 50 امرأة، ثم تطور إلى حملات فردية وشعبية، اَخرها هذه الحملة التي حملت أيضًا اسم “26 أكتوبر” وهو اليوم الذي حددته الناشطات لتحدي الحظر.

استخدمت “الهذلول” حسابها على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، الذي يبلغ عدد متابعيه أكثر من 280 ألف متابع، ليكون أداة للاحتجاج على كل ما ترفضه.

نشاطها المتواصل ومقاومتها المستمرة رغم التعسف، هما ما جعلاها ضمن قائمة أقوى 100 امرأة في العالم العربي، لتحتل المركز الثالث بعد الشيخة “لبنى القصيمي” من الإمارات، و”أمل كلوني” المحامية  الإنجليزية من أصل لبناني.

“لجين الهذلول” من مواليد 31 يوليو 1989، درست الأدب الفرنسي في جامعة ريتش كولومبيا بالولايات المتحدة، نشطت في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والمرأة خصوصًا، وإلى جانب دعمها لحق النساء في قيادة السيارة، عُرِفت بانتقادها لصور أخرى من القمع الممارس بحق السعوديات، ولعل أبرزها الحجاب الإلزامي.

الأبوية تضرب بجذورها في العمق.. فتزيد العتمة

انخراط “الهذلول” في حملة “قيادة المرأة للسيارة” قوبل بهجوم حاد وانتقادات واسعة حتى من قبل عائلتها، فقد تبرأ من أفعالها، الشيخ “عبد الرحمن عبد الله الهذلول” عميد العائلة، وأصدر بيانًا رسميًا باسم عائلة الهذلول، يؤكد أن سلوكها مرفوض ومخالف للنص الشرعي والنظامي، كما أنه مخالف للعادات والتقاليد الخاصة بالعائلة.

في المشهد الانتخابي.. حاضرة بحقها وغائبة بقمعهم

ترشحت “الهذلول” في الانتخابات البلدية السعودية التي أجريت في عام 2015،  التي كانت ثالث انتخابات بلدية بعد دورتين في 2005 و2011، وأول استحقاق شعبي يسمح فيه للنساء بالترشح والاقتراع، ومع ذلك لم تعترف السلطات بترشحها ولم يُعلَن اسمها في قوائم الترشيح.

يُذكر أن هذه الانتخابات انتهت بالإعلان عن فوز 14 امرأة، ويبقى دور هذه المجالس محدودًا، يرتبط بالاهتمام بالشوارع والساحات وشؤون بلدية أخرى.