هذا هو التقرير الثاني في سلسلتنا «ديزني وما فعلته أميراته بنا»

كما أكدنا في تقريرنا السابق، نؤكد مجددًا أن تأثير المنتجات الدرامية في تشكيل مفاهيمنا لا يتوقف عند ما يحيط بنا وإنما يشمل ذواتنا أيضًا، إذ تتشكل رؤيتنا للأشياء والأحداث والأفعال بناءً على مشاهداتنا منذ أن كنا أطفالًا. وإن تتبعنا أنفسنا، سنتيقن من أن وسائل الإعلام لا توجه فقط طريقة تفكيرنا، وإنما تضع أساسها لا سيما في مرحلة الصبا، ولأن هذه المرحلة هي الأكثر ارتباطًا بأفلام الكارتون، ولأن أغلبنا إن لم يكن جميعنا قد شاهد أفلام ديزني، وارتبط ببعضها نفسيًا، ومنا من توحد مع شخوصها وأحداثها في هذه الفترة من حياتنا، لهذا يصبح من الضروري إعادة النظر في ما رسخته في أذهاننا هذه الأفلام، وما جعلته معيارًا نقيس عليه ما يجب أن نكون تحديدًا كإناث من خلال من عرفناهن بـ«أميرات ديزني».

الأول| «سنووايت» و«سندريلا»: حتى إن كان الفيلم يدور حولها.. الأميرة «مفعول به».. تنتظر لعبة قدر تنصفها وأمير ينقذها

ننتقل من مرحلة ما سمي بالعصر أو العهد الكلاسيكي لـ«ديزني»، الذي تزامن مع الموجة النسوية الأولى وتناولناه في تقريرنا السابق، إلى المرحلة التالية التي تزامنت مع الموجة النسوية الثانية. في المرحلة الأولى من عمل ديزني بدا واضحًا أن الموجة النسوية القائمة حينذاك، لم تلق بظلالها على ما أنتجته «ديزني» من أفلام تحريك، لكن هل تغير الوضع مع الموجة الثانية؟ نحاول الإجابة عن هذا السؤال من خلال قرائتنا لفيلمي The little Mermaid  من إنتاج العام 1989، وفيلم Aladdin من إنتاج 1992، الذين ينتميان بحسب ما أطلق عليه الباحثون «عصر النهضة» في تاريخ «ديزني»، وهو العهد الثاني في مسيرة عملاق أفلام الرسوم المتحركة، بعد الكلاسيكي وقبل الحديث.

حورية البحر الصغيرة: 

صدر فيلم «حورية البحر الصغيرة – The Little Mermaid» في نوفمبر من العام 1989، ليكون الــ28 في سلسلة «ديزني»، والفيلم مأخوذ عن قصة  بنفس الاسم للكاتب الدنماركي «هانز كريستيان أندرسن»، وحقق وقت عرضه – داخليًا- إيرادات بلغت نحو 82 مليون دولار.

يدور الفيلم حول  حورية البحر «أريل»، التي تبلغ من العمر 16 عامًا، وهي الابنة الصغرى لملك البحار «ترايتون»، لديها شغف بحياة البشر، تراقبهم وتتطلع إلى أن تكون واحدة منهم بعد أن فاض بها الكيل من حياتها في قلب البحر التي تقوض تمردها. تبدو مقبلة على الحياة ومحبة للمغامرة، لكنها كغيرها من أميرات «ديزني»، تبحث عن أمير ليأخذها إلى حياة أخرى، وينقذها من رتابة حياة البحر وشر الساحرة الشريرة.

كما في المرحلة السابقة لـأفلام «ديزني»، يقدم فيلم The little Mermaid، الصراع بين الخير والشر في صورته التقليدية، بين امرأتين، هما أميرة «ديزني» التي تمثل الخير، والشر تجسده ساحرة البحر «أرسولة».

أخرج سيناريو الفيلم وأخرجه «رون كليمنتس» و«جون موسكار» وأدت صوت «أريل» الممثلة «جودي بينسون» بينما أدي «كريستفور دانيل بارينز» صوت الأمير
وقد حصد الفيلم في العام 1990، جائزة «أوسكار» أفضل موسيقى تصويرية وأفضل أغنية أصلية وهي “Under the Sea ” – “تحت البحار”.

كما فعلت «ديزني» مع أفلامها التي حققت نجاحًا وشعبية واسعة، وأنتجت أجزاءً أخرى منها، قدمت جزأين من The Little Mermaid، إذ صدر الثاني في العام 2000 باسم «The Little Mermaid 2: Return to the Sea»-«حورية البحر2: العودة إلى المحيط»، وصدر الجزء الثالث في العام 2008، باسم « The Little Mermaid: Ariel’s Beginning »- «حورية البحر: بداية أريل»، لكن يبقى الأكثر مشاهدة والأكثر نجاحًا وشهرةً هو الجزء الأول، لا سيما أن كثيرين من مشاهدي أفلام «ديزني» لم يهتموا بمشاهدة الجزأين الأخرين أو لم يسمعوا بهما.

التمرد على الأب: عصيان المراهقة ليس أكثر

ربما ما يميز «أريل » عن غيرها من أميرات العصر الكلاسيسي، مثل، سنووايت، وساندريلا، والجميلة النائمة، هو الشغف والرغبة الدائمة في خوض المغامرات، بغض النظر عن النتائج، فهي تتحدى أمر والدها بعدم الصعود إلى سطح البحر، وتنقب في البحر من أجل جمع مقتنيات البشر التي تجذبها، حتى إن كانت ستواجه خطر كسمكة القرش، وهي التي تنقذ الأمير من الحريق الذي نال من سفينته. وباستقلالية تقرر القبول بعرض ساحرة البحار «أرسولة»  حتى تحولها إلى إنسان بقدمين، فتتمكن من الوصول إلى حبيبها. هذه المواقف تدلل على أن تغييرًا طرأ على اختيار ومعالجة «ديزني» لأميراته، ولكن ما حاول تقديمه على أنه تمرد، لم يتجاوز حدود تمرد المراهقة ضد سلطة الأب، فهي تكسر قواعده من أجل الوصول إلى رجل اَخر، وهنا لا بد من التوقف أمام سن «أريل» وهو  السادسة عشر، وهو ما يطرح سؤالًا، عن ما رسخت له «ديزني»، منذ أن بدأت إنتاجها لأفلام التحريك، هو أن «المراهقات حلمهن الرئيس إن لم يكن الوحيد هو الحب والزواج بمن أحببن».

التنازل عن أي شيء في مقابل الظفر بقلب الأمير

كغيرها من أميرات «ديزني» حتى هذه المرحلة، وقعت «أريل» في حب الأمير لوسامته، حيث تقع الأميرات في حب الأمير الوسيم، وفي المقابل ينجذب الأمير للأميرة بناءً على الجمال الشكلي والصوت النقي والعذب، الذي تنجلي عذوبته عندما تغني أغنية اللقاء الأول بينهما.  وعندما تخبر والدها بحبها لهذا الأمير، يرد بعنف ويحطم مقتنياتها التي جمعتها من بقايا سفن البشر، وهو ما دفع إلى اتخاذها قرار التخلي عن أبيها وحياتها بعد أن أوعزت إليها الثعابين بالذهاب إلى ساحرة البحار لتحقق حلمها وتساعدها في الوصول إلى الأمير، فتساومها الساحرة “أرسولة” على صوتها مقابل تحويلها إلى إنسان لتتمكن من الزواج من الأمير، وتمهلها ثلاثة أيام، حتى توقعه في حبها، وتصبح أمام مصير من اثنين، إما أن يحبها الأمير ويتزوجها، فتعيش طوال عمرها بعيدة عن أسرتها ولا تتمكن من رؤية والدها مرةً أخرى، أو أن تفشل في ذلك، فتعود كما كانت لكن ملكًا لساحرة البحر، وهو ما تقبل به «أريل». هكذا تنازلت عن كل هذا في مقابل الوصول إلى الحبيب، لتنتقل أميرات «ديزني» من مرحلة انتظار مساعدة القدر حتى يظفرن بالأمراء، إلى إقدامهن على خوض المغامرات للوصول إليه، ويبقى في النهاية الأمير هو القائد والمحرك لحياتها.

وما زالت الصورة النمطية حاضرة

اعتبر الباحثون أن أفلام ما سمي بــ«عهد النهضة» لـ «ديزني»، الذي يمتد من أواخر الثمانينيات وحتى بداية الألفية الجديدة، لديها سجل أفضل فيما يتعلق بالإطراء الموجه للأميرات في الأفلام، وبعضهم أشار بالأرقام إلى أن 38 في المئة من الإطراء الموجه للأميرات في هذه الأفلام، كان لجمالهن الشكلي، في مقابل ربع الإطراء كان لأمور تتعلق بقدراتهن وأفعالهن، لكن على ما يبدو أن ذلك لا ينطبق على «أريل»، فما زال كلمات الثناء تخص الشكل والصوت، فقد أحبها الأمير «إيريك» لأنها أنقذته، لكن صوتها وهي تغني في أذنه، هو ما يتذكره طوال الفيلم، وعندما ساومتها الساحرة على صوتها، حدثتها عن إمكانية استغلال شكلها «الجميل»، حتى تقنع الأمير بحبها، فيبقى الجمال الشكلي عنصرًا رئيسًا في تقديم الشخصية.

أغاني الفيلم: ثمة تحرر من الدوران في فلك الحبيب

أبرز أغاني الفيلم هي «Part Of your World» – «جزء من عالمك»، التي تعبر من خلالها «أريل» عن حلمها في أن تصبح واحدة من البشر، ويحسب للأغنية أن كلماتها عكست شكلًا من التمرد على القائم، ورغبة في استشكاف عالم اَخر، وهو ما لم تحمله أغنيات أفلام العهد الكلاسيكي التي كانت تعبر عن أحلام، الخلاص من ظلم واقع على الأميرة أو مناجاة لأمير بعيد.

أما أغنية «Under the Sea» – «تحت البحار»، التي حصدت «أوسكار»أفضل أغنية أصلية، فهي الأخرى لم تكن في هوى وحب الأمير، وإنما كانت مقارنة بين عالمي البحر والبر، وفي طياتها تحمل انتقادًا لحياة البشر وتعقيداتها بعكس سلاسة الحياة أسفل البحار.

«ديزني» ونهاية الزفاف والقبلة: ثنائية لم تنته بعد

لا تختلف نهاية فيلم «حورية البحر الصغيرة»، عن أي نهاية نمطية ارتكزت إليها «ديزني» في  أغلب أفلامها. ينتصر الخير على الشر، بالقضاء على الساحرة الشريرة، لكن كما هو معتاد في أغلب أفلام «ديزني»، فإن نهاية الشر بيد الأمير، حتى ينقذ أميرته منه، وهنا فقد أنقذ الأمير «أريل» من شر «أرسولة» وقضى عليها، وحتى تكون تقدم «ديزني» نهايتها المفضلة، كان لا بد أن تصبح «أريل» امرأة من البشر للأبد، ولذلك يتحول موقف والدها من كراهية البشر إلى التصالح معهم، لا سيما بعد أن قضى الأمير على الساحرة التي أرادت الاستيلاء على حكمه، وحينها يقرر أن يودع ابنته، ويحولها إلى امرأة لتتزوج بمن أحبت، لينتهي الفيلم بمشهد الزواج المعتاد والقبلة المعهودة.

علاء الدين: الأميرة على الهامش!

فيلمنا الثاني الذي اخترناه من بين أفلام هذه المرحلة هو «علاء الدين – Aladdin» من إنتاج العام 1992، وهو الفيلم الـ31 في قائمة أفلام «ديزني»، وقد اشترك في كتابته وإخراجه نفس فريق «The Little Mermaid  – حورية البحر الصغيرة» ، المكون من «رون كليمنتس» و«جون موسكار». وعلى عكس السابق من أفلام «ديزني»، التي استوحت حكاياتها من التراث الأوروبي، فإن قصة «علاء الدين» مقتبسة من قصص التراث الشعبي العربي، وهي حكاية «علاء الدين والمصباح السحري»، التي اشتمل عليها كتاب «ألف ليلة وليلة».

أدى صوت «علاء الدين» الممثل «سكوت وينجر» بينما أدت «ليندا لاركين» صوت «ياسمين»، وصوت «جعفر» كان لــ«جوناثان فريمان».

من بين أفلام معدودة لـ«ديزني»، فإن فيلم «علاء الدين» كان الذكر، هو بطله الرئيس ومحرك أحداثه وحمل اسمه، فضلًا عن أن صراع الخير والشر، لم يكن بين امرأتين، البطلة وأخرى، وإنما بين «علاء الدين» و«جعفر»، وبالتالي فإن كانت المشكلة في الأفلام الأخرى التي تتصدرها الأميرات، هي قولبة دراما الفيلم لهن بطريقة سلبية، فإن المشكلة هنا مضاعفة، لأن وجود الأميرة في القصة هامشي، في مقابل سطوة ذكورية واضحة، خاصة أن الفيلم لم يضم شخصية نسائية سوى «ياسمين»، التي يمكن وضعها في ترتيب البطل الثالث أو الرابع، بعد «علاء الدين» و«جعفر» وزير السلطان، و«المارد»، خاصة أنها لم تظهر في العديد من المشاهد المهمة والمحورية في الفيلم.

يدور الفيلم حول «علاء الدين» وهو فتى فقير، ينتمي إلى العامة، تلعب الصدفة دورًا في لقائه بـالأميرة «ياسمين» في السوق، التي قررت الهروب من القصر، خوفًا من إرغامها على الزواج بأمير لا تحبه. في هذا الفيلم أيضًا نرى نفس النمط الذي وضعته «ديزني» لتمرد الأميرة في فيلم «حورية البحر الصغيرة» وهو مقاومة الأب الذي يبسط نفوذه كحاكم حتى عليها، وتحديدًا فيما يتعلق باختيار الشريك.

بلغت تكلفة إنتاج الفيلم نحو 28 مليون دولار، بينما بلغ إجمالي إيراداته داخل الولايات المتحدة أكثر من 217 ألف دولار، وتجاوزت 504 ألف دولار خارج الولايات المتحدة، وترشح لثلاث جوائز «أوسكار»، وحصد جائزة أفضل موسيقى تصويرية.

مثلما هو الحال، مع فيلم «حورية البحر الصغيرة»، فقد أصدرت «ديزني» بعد نجاح الفيلم، جزأين اَخرين، وهما «علاء الدين -عودة جعفر» في العام 1994 و«علاء الدين وملك اللصوص» في العام 1996، ولم ينالا نفس الشهرة التي نالتها القصة الأصلية.

في القصر أو خارجه: المرأة مسلوبة الإرادة دائمًا

في هذا الفيلم – وحتى الاَن سمة أفلام «ديزني»- تكون الأميرة داخل القصر العظيم، ومع ذلك مسلوبة الإرادة، لا تملك حق اختيار شيء في حياتها. وكما أشرنا سلفًا إلى أن التغيير الذي وضعته «ديزني» في أفلام «عهد النهضة»، هو مقاومة الأميرات، لسلطة الأب لا سيما في تحديد واختيار الزوج، لكن ما أضافه «علاء الدين» من خلال الحوارات بينه وبين «ياسمين»، هو التعبير الصريح عن نظرة الرجل للمرأة باعتبارها أقل منه شأنًا، وتحتاج إلى حامٍ ومنقذ، وإلى قائد لأنها أضعف، لذلك كان من الطبيعي أن يقول لها بلهجة استعلاء إنها لا تعلم مدى خطورة «أغربة» المدينة التي يعيشون فيها، وأن يبدي اندهاشًا عندما يجدها تقفز مثله لمسافة بعيدة بكل ثقة.

ويجلي الفيلم حالة القمع التي تعيشها المرأة في كل الأحوال، فعلى الرغم من أن «علاء الدين» شاب فقير، ولا يملك من الجاه والسلطان ما تملكه «ياسمين»، فهو يملك حريةً لا تملكها، وتنتظره كرجل ليخلصها من حياتها البائسة، الأقرب إلى سجن واسع ليس أكثر، ولتكتشف معه عالمًا جديدًا كما تعتقد.

بوضوح كانت مغامرات «ياسمين» تقودها نزعة رومانسية تقليدية، فهي تساند «علاء الدين»، الذي أنقذها في السوق، وأحبته لأنه يختلف عن الرجال الطامعين في جاه أو سلطان، الذين اعتادت رؤيتهم قادمين إليها للزواج بها باعتبارها ابنة السلطان لا أكثر ولا أقل، فلم تكن متمردةً على القالب الذي وضعت فيه، وإنما على من وضعها في هذا القالب وحسب.

أول أميرة عربية من أميرات «ديزني»

«ياسمين» هي الشخصية العربية الشرقية الوحيدة التي قدمتها «ديزني» فى أفلامها، وعلى الرغم من أن البعض رأى ذلك تقدمًا، وخروجًا من خندق المرأة الأوروبية البيضاء، فإن البعض الاَخر راَه استغلالًا لتقديم صورة سلبية عن الشرق ونسائه، وإبرازهن كنساء منقادات ومقموعات، لكن هذا الرأي، لا تثبت صحته إن نظرنا إلى منتجات «ديزني» منذ أن صدر أول أفلامها وهو «سنووايت والأقزام السبعة»، لأن أميرات «ديزني» مقموعات في كل الأوقات، ويبحثن عن رجل يحررهن مما يكبلهن من قيود، وجميعهن يحلمن بعالم اَخر مع الأمير المنتظر.

«ياسمين» تقول لكِ: الإغراء سلاح المرأة!

استخدام الأنوثة كسلاح  لترويض الرجال وتسكين بطشهم، بما يرسخ أنه سلاح المرأة الأقوى، هو أمر قدمته السينما مرارًا سواء من خلال أفلام حية أو كارتون، وفي فيلم «علاء الدين»، ترسخ للفكرة مجددًا من خلال مشهد تحاول فيه «ياسمين» إنقاذ «علاء الدين» من «جعفر»، لتستخدم الإغراء والإثارة وسيلة لتحقيق مبتغاها.

النهاية: كلاكيت رابع مرة.. زفاف وحياة سعيدة في الطريق

لم تختلف النهاية في الأفلام الأربعة التي تعرضنا لها حتى الاَن: «سنووايت والأقزام السبعة»، و«ساندريلا»، و«حورية البحر الصغيرة» و«علاء الدين»، فجميعها انتهى بإنقاذ الأمير للأميرة وزواجهما، بينما يشترك الفيلمان الأخيران، في تراجع الأب عن قراره بتزويج بابنته بمن يريد، إلى القبول بمن اختارت، حتى لا تصبح النهاية احتفاءً بانتصار الخير والحب فحسب، وإنما باعتباره انتصارًا للأميرة نفسها التي حققت ما أرادت، ولكن يبقى ما أرادته هو نفس ما تمنته أميرات «العهد الكلاسيكي»، وكل هؤلاء لم نر لهن أي حلم اَخر سوى الزواج.

https://www.youtube.com/watch?v=Vb5WgUIyJfU

الموجة النسوية الثانية: «ديزني» لم تعترف بها

بدأت الموجة النسوية الثانية في الستينيات من القرن العشرين في الولايات المتحدة وسرعان ما امتدت إلى أوروبا، وقد ركزت على حقوق الاجتماعية للنساء، بعد أن نجحت الموجة النسوية الأولى في تحقيق «الحقوق السياسية للنساء»، ونالتها المرأة في العديد من الدول الغربية. وبالنظر إلى الفيلمين الذين تعرضنا إليهما في تقريرنا، كنموذجين لأفلام «عصر النهضة» لـ«ديزني»، سنجد أن الموجة لم تترك أثرًا يذكر، فما زالت أفلام «ديزني»، تضع الرجال محركًا لمصائر للنساء، وتربط سعادتهن بوجود القائد الذكر المسير لحيواتهن، ففي هذه الأفلام نحن ما زالنا لا نعرف عن قدرات النساء، ولا هوياتهن، ولا اهتمامتهن، ولا مواطن تميزهن. نحن لا نعرف سوى أنهن يبحثن عن شركاء في حياة حالمة، ظنًا بأنها ستكون أفضل من تلك اللاتي عشنها مع أسرهن وأنهن سيعشن فيها بلا منغصات.